يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : إِنَّ فِي أَخْذِنَا مَنْ أَخَذْنَا مِنْ أَهْلِ الْقُرَى الَّتِي اقْتَصَصْنَا خَبَرَهَا عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ لَآيَةً، يَقُولُ : لَعِبْرَةً وَعِظَةً لِمَنْ خَافَ عِقَابَ اللَّهِ، وَعَذَابَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ عِبَادِهِ، وَحُجَّةً عَلَيْهِ لِرَبِّهِ، وَزَاجِرًا يَزْجُرُهُ عَنْ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ، وَيُخَالِفُهُ فِيمَا أَمَرَهُ وَنَهَاهُ. وَقِيلَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : إِنَّ فِيهِ عِبْرَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ بِأَنَّ اللَّهَ سَيَفِي لَهُ بِوَعْدِهِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٨٦٤٤- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ﴾ إِنَّا سَوْفَ نَفِي لَهُمْ بِمَا وَعَدْنَاهُمْ فِي الآخِرَةِ كَمَا وَفَّيْنَا لِلأَنْبِيَاءِ أَنَّا نَنْصُرُهُمْ.
وَقَوْلُهُ :﴿ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : هَذَا الْيَوْمُ، يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ﴿يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ﴾ يَقُولُ : يَحْشُرُ اللَّهُ النَّاسَ مِنْ قُبُورِهِمْ، فَيَجْمَعُهُمْ فِيهِ لِلْجَزَاءِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ. ﴿وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ﴾ يَقُولُ : وَهُوَ يَوْمٌ تَشْهَدُهُ الْخَلاَئِقُ لاَ يَتَخَلَّفُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَيَنْتَقِمُ حِينَئِذٍ مِمَّنْ عَصَى اللَّهَ، وَخَالَفَ أَمْرَهُ وَكَذَّبَ رُسُلَهُ.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٨٦٤٥- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ﴾ قَالَ : يَوْمُ الْقِيَامَةِ.