الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : يَوْمَ يَأْتِي يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَيُّهَا النَّاسُ، وَتَقُومُ السَّاعَةُ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِ رَبِّهَا.
وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ : يَوْمَ يَأْتِي فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ فِيهَا (يَوْمَ يَأْتِي لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ).
وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَبَعْضُ الْكُوفِيِّينَ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ فِيهَا فِي الْوَصْلِ وَحَذْفِهَا فِي الْوَقْفِ.
وَقَرَأَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. بِحَذْفِ الْيَاءِ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ :﴿يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾.
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي :﴿يَوْمَ يَأْتِ﴾ بِحَذْفِ الْيَاءِ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ اتِّبَاعًا لِخَطِّ الْمُصْحَفِ، وَأَنَّهَا لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ لِهُذَيْلٍ، تَقُولُ : مَا أَدْرِ مَا تَقُولُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
كَفَّاكَ كَفٌّ مَا تُلِيقُ دِرْهَمَا | جُودًا وَأُخْرَى تُعْطِ بِالسَّيْفِ الدَّمَا@ |