وَتَكُونُ الآيَةُ مَعْنَاهَا الْخُصُوصُ ؛ لِأَنَّ الأَشْهَرَ مِنْ كَلاَمِ الْعَرَبِ فِي إِلاَّ تَوْجِيهُهَا إِلَى مَعْنَى الاِسْتِثَنَاءِ وَإِخْرَاجِ مَعْنَى مَا بَعْدَهَا مِمَّا قَبْلَهَا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهَا دَلاَلَةٌ تَدُلُّ عَلَى خِلاَفِ ذَلِكَ، وَلاَ دَلاَلَةَ فِي الْكَلاَمِ، أَعْنِي فِي قَوْلِهِ :﴿إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَعْنَاهَا غَيْرُ مَعْنَى الاِسْتِثَنَاءِ الْمَفْهُومِ فِي الْكَلاَمِ فَيُوَجَّهُ إِلَيْهِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ فَإِنَّهُ يَعْنِي عَطَاءً مِنَ اللَّهِ غَيْرَ مَقْطُوعٍ عَنْهُمْ، مِنْ قَوْلِهِمْ : جَذَذْتُ الشَّيْءَ أَجُذُّهُ جَذًّا : إِذَا قَطَعْتُهُ، كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ :
تَجُذُّ السَّلُوقِيَّ الْمُضَاعَفَ نَسْجُهُ | وَيُوقِدْنَ بِالصُّفَّاحِ نَارَ الْحُبَاحِبِ |
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٨٦٦٨- حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، ﴿عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ قَالَ : غَيْرَ مَقْطُوعٍ.