وَقَالَ : يُرِيدُ : لَدَيَّ يَتَبَاشَرُونَ بِمَا لَقِيَنَا، فَحَذَفَ يَاءً لِحَرَكَتِهِنَّ وَاجْتِمَاعِهِّنَّ ؛ قَالَ : وَمِثْلُهُ :

كَانَ مِنْ آخِرِهَا إِلْقَادِمِ مَخْرِمَ نَجْدٍ فَارِعِ الْمَخَارِمِ
وَقَالَ : أَرَادَ إِلَى الْقَادِمِ، فَحَذَفَ الْلاَّمَ عِنْدَ الْلاَّمِ.
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ :﴿وَإِنَّ كُلًّا﴾ شَدِيدًا وَحَقًّا لَيُوَفِّيهِمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ. قَالَ : وَإِنَّمَا يُرَادُ إِذَا قُرِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ :﴿وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا﴾ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّنْوِينِ، وَلَكِنَّ قَارِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَذَفَ مِنْهُ التَّنْوِينَ، فَأَخْرَجَهُ عَلَى لَفْظِ فَعَلَى لَمَّا كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ :﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى﴾ فَقَرَأَ تَتْرَى بَعْضُهُمْ بِالتَّنْوِينِ، كَمَا قَرَأَ مَنْ قَرَأَ : لَمَّا بِالتَّنْوِينِ، وَقَرَأَ آخَرُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، كَمَا قَرَأَ ﴿لَمَّا﴾ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ مَنْ قَرَأَهُ، وَقَالُوا : أَصْلُهُ مِنَ الْلَّمِّ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمَّا﴾ يَعْنِي أَكْلاً شَدِيدًا.
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ : وَإِنْ كَلاَّ إِلاَّ لَيُوَفِيَنَّهُمْ، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : لَقَدْ قُمْتَ عَنَّا، وَبِاللَّهِ إِلاَّ قُمْتَ عَنَّا.


الصفحة التالية
Icon