﴿وَلاَ تَطْغَوْا﴾ يَقُولُ : وَلاَ تَعْدُوا أَمْرَهُ إِلَى مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ. ﴿إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ يَقُولُ : إِنَّ رَبَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ بِمَا تَعْمَلُونَ مِنَ الأَعْمَالِ كُلِّهَا طَاعَتِهَا وَمَعْصِيَتِهَا بَصِيرٌ ذُوعِلْمٍ بِهَا، لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَهُوَ لِجَمِيعِهَا مُبْصِرٌ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : فَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْ يَطْلُعَ عَلَيْكُمْ رَبُّكُمْ وَأَنْتُمْ عَامِلُونَ بِخِلاَفِ أَمْرِهِ، فَإِنَّهُ ذُو عِلْمٍ بِمَا تَعْمَلُونَ، وَهُوَ لَكُمْ بِالْمِرْصَادِ.
وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ :﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ مَا :
١٨٦٨٣- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، فِي قَوْلِهِ :﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ قَالَ : اسْتَقِمْ عَلَى الْقُرْآنِ.
١٨٦٨٤- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿وَلاَ تَطْغَوْا﴾ قَالَ : الطُّغْيَانُ : خِلاَفُ اللَّهِ وَرُكُوبُ مَعْصِيَتِهِ ذَلِكَ الطُّغْيَانُ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَلاَ تَمِيلُوا أَيُّهَا النَّاسُ إِلَى قَوْلِ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِاللَّهِ، فَتَقْبَلُوا مِنْهُمْ وَتَرْضَوْا أَعْمَالَهُمْ، فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ بِفِعْلِكُمْ ذَلِكَ، وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ نَاصِرٍ يَنْصُرُكُمْ وَوَلِيٍّ يَلِيُكُمْ. ﴿ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ﴾ يَقُولُ : فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَمْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ، بَلْ يُخَلِّيكُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ وَيُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ عَدُوَّكُمْ.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.