١٨٨٢٦- كَمَا حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ :﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ قَالَ : لِتَعْلَمَ مَا لَقِيَتِ الرُّسُلُ قَبْلَكَ مِنْ أُمَمِهِمْ.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَجْهِ نَصْبِ كُلًّا، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ : نُصِبَ عَلَى مَعْنَى : وَنَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ كُلًّا ؛ كَأَنَّ الْكُلَّ مَنْصُوبٌ عِنْدَهُ عَلَى الْمَصْدَرِ مِنْ نَقُصُّ بِتَأْوِيلِ : وَنَقُصُّ عَلَيْكَ ذَلِكَ كُلَّ الْقَصَصِ، وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ قَوْلُ بَعْضِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ، وَقَالَ : ذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ، وَقَالَ إِنَّمَا نُصِبَتْ كُلًّا بِ نَقُصُّ، لِأَنَّ كُلًّا بُنِيَتْ عَلَى الإِضَافَةِ كَانَ مَعَهَا إِضَافَةٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَقَالَ : أَرَادَ : كُلَّهُ نَقُصُّ عَلَيْكَ، وَجَعَلَ مَا نُثَبِّتُ رَدًّا عَلَى كُلًّا. وَقَدْ بَيَّنْتُ الصَّوَابَ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ﴾ فَإِنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ اخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَاهُ : وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْحَقُّ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٨٨٢٧- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى ﴿وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ﴾ قَالَ : فِي هَذِهِ السُّورَةِ.