١٨٨٤٩- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ﴾ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ : فِي الدُّنْيَا.
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَهُ.
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ﴾ قَالَ : فِي هَذِهِ الدُّنْيَا.
وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، قَوْلُ مَنْ قَالَ : وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْحَقُّ ؛ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ، عَلَى أَنَّ ذَلِكَ تَأْوِيلَهُ.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : أَوَلَمْ يَجِئِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَقُّ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ إِلاَّ فِي هَذِهِ السُّورَةِ فَيُقَالُ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْحَقُّ ؟ قِيلَ لَهُ : بَلَى قَدْ جَاءَهُ فِيهَا كُلَّهَا.
فَإِنْ قَالَ : فَمَا وَجْهُ خُصُوصِهِ إِذَنْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ بِقَوْلِهِ :﴿وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ﴾ ؟ قِيلَ : إِنَّ مَعْنَى الْكَلاَمِ : وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْحَقُّ مَعَ مَا جَاءَكَ فِي سَائِرِ سُوَرِ الْقُرْآنِ، أَوْ إِلَى مَا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ فِي سَائِرِ سُوَرِ الْقُرْآنِ، لاَ أَنَّ مَعْنَاهُ : وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْحَقُّ دُونَ سَائِرِ سُوَرِ الْقُرْآنِ.
وَقَوْلُهُ :﴿وَمَوْعِظَةٌ﴾ يَقُولُ : وَجَاءَكَ مَوْعِظَةٌ تَعِظُ الْجَاهِلِينَ بِاللَّهِ وَتُبَيِّنُ لَهُمْ عِبَرَهُ مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ وَكَذَّبَ رُسُلَهُ. ﴿وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ يَقُولُ : وَتَذْكِرَةً تُذَكِّرُ الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ كَيْ لاَ يَغْفَلُوا عَنِ الْوَاجِبِ لِلَّهِ عَلَيْهِمْ.


الصفحة التالية
Icon