وَيَعْنِي بِالثَّرَى : النَّدَى. يُقَالُ لِلتُّرَابِ الرَّطْبِ الْمُبْتَلِّ : ثَرًى مَنْقُوصٌ، يُقَالُ مِنْهُ : ثَرَيْتُ الأَرْضَ تَثْرَى، ثَرًى مَنْقُوصٌ، وَالثَّرَى : مَصْدَرٌ.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
٢٤١٩١- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ :﴿ وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ وَالثَّرَى : كُلُّ شَيْءٍ مُبْتَلٌّ.
٢٤١٩٢- حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ : سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ :﴿ وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ مَا حُفِرَ مِنَ التُّرَابِ مُبْتَلًّا.
وَإِنَّمَا عَنَى بِذَلِكَ : وَمَا تَحْتَ الأَرَضِينَ السَّبْعِ. كَالَّذِي ؛
٢٤١٩٣- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّلِيمِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ صُدْرَانَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، ﴿ وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ قَالَ : الثَّرَى : سَبْعُ أَرَضِينَ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَإِنْ تَجْهَرْ يَا مُحَمَّدُ بِالْقَوْلِ، أَوْ تُخْفِ بِهِ، فَسَوَاءٌ عِنْدَ رَبِّكَ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ﴿ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ ﴾ يَقُولُ : فَإِنَّهُ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مَا اسْتَسْرَرْتَهُ فِي نَفْسِكَ، فَلَمْ تُبْدِهِ بِجَوَارِحِكَ وَلَمْ تَتَكَلَّمْ بِلِسَانِكَ، وَلَمْ تَنْطِقْ بِهِ وَأَخْفَى.