١٣٠٤- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ : قَتِيلٌ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَذَفَ كُلُّ سِبْطٍ مِنْهُمْ حَتَّى تَفَاقَمُ بَيْنَهُمُ الشَّرُّ حَتَّى تَرَافَعُوا فِي ذَلِكَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَوْحَى إِلَى مُوسَى أَنِ اذْبَحْ بَقَرَةً فَاضْرِبْهُ بِبَعْضِهَا. فَذُكِرَ لَنَا أَنَّ وَلِيَّهُ الَّذِي كَانَ يَطْلُبُ بِدَمِهِ هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ مِنْ أَجْلِ مِيرَاثٍ كَانَ بَيْنَهُمْ.
١٣٠٥- حَدَّثَنِي ابْنُ سَعْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنِي أبى، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : فِي شَأْنِ الْبَقَرَةِ : وَذَلِكَ أَنَّ شَيْخًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى عَهْدِ مُوسَى كَانَ مُكْثِرًا مِنَ الْمَالِ، وَكَانَ بَنُو أَخِيهِ فُقَرَاءَ لاَ مَالَ لَهُمْ، وَكَانَ الشَّيْخُ لاَ وَلَدَ لَهُ، وَكَانَ بَنُو أَخِيهِ وَرَثَتُهُ، فَقَالُوا : لَيْتَ عَمَّنَا قَدْ مَاتَ فَوَرِثْنَا مَالَهُ. وَإِنَّهُ لَمَّا تَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَمُوتَ عَمُّهُمْ أَتَاهُمُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ : هَلْ لَكُمْ إِلَى أَنْ تَقْتُلُوا عَمَّكُمْ فَتَرِثُوا مَالَهُ، وَتُغَرِّمُوا أَهْلَ الْمَدِينَةِ الَّتِي لَسْتُمْ بِهَا دِيَتَهُ ؟ وَذَلِكَ أَنَّهُمَا كَانَتَا مَدِينَتَيْنِ كَانُوا فِي إِحْدَاهُمَا، فَكَانَ الْقَتِيلُ إِذَا قُتِلَ وَطُرِحَ بَيْنَ الْمَدِينَتَيْنِ، قَيْسَ مَا بَيْنَ الْقَتِيلِ وَمَا بَيْنَ الْمَدِينَتَيْنِ، فَأَيُّهُمَا كَانَتْ أَقْرَبَ إِلَيْهِ غَرِمَتِ الدِّيَةَ. وَإِنَّهُمْ لَمَّا سَوَّلَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ ذَلِكَ وَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَمُوتَ عَمُّهُمْ، عَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ عَمَدُوا فَطَرَحُوهُ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ الَّتِي لَيْسُوا فِيهَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ جَاءَ بَنُو أَخِي الشَّيْخِ، فَقَالُوا : عَمُّنَا قُتِلَ عَلَى بَابِ مَدِينَتِكُمْ، فَوَاللَّهِ لَتَغْرَمُنَّ لَنَا دِيَةَ عَمِّنَا. قَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ : نُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا قَتَلْنَا وَلاَ عَلِمْنَا قَاتِلاً وَلاَ فَتَحْنَا بَابَ مَدِينَتِنَا مُنْذُ أُغْلِقَ حَتَّى أَصْبَحْنَا.