وَكَمَا قَالَ سُوَيْدُ بْنُ أَبِي كَاهِلٍ يَصِفُ عَدُوًّا لَهُ يُرِيدُ أَنَّهُ ذَلِيلٌ :.
| سَاجِدَ الْمَنْخَرِ لاَ يَرْفَعُهُ | خَاشِعَ الطَّرْفِ أَصَمَّ الْمُسْتَمَعَ |
| لَمَّا أَتَى خَبَرُ الرَّسُولِ تَضَعْضَعَتْ | سُورُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ |
| وَأَعْوَرُ مِنْ نَبْهَانَ أَمَّا نَهَارُهُ | فَأَعْمَى وَأَمَّا لَيْلُهُ فَبَصِيرُ |
وَهَذِهِ الأَقْوَالُ وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ بَعِيدَاتِ الْمَعْنَى مِمَّا تَحْتَمِلُهُ الآيَةُ مِنَ التَّأْوِيلِ، فَإِنَّ تَأْوِيلَ أَهْلِ التَّأْوِيلِ مِنْ عُلَمَاءِ سَلَفِ الأُمَّةِ بِخِلاَفِهَا ؛ فَلِذَلِكَ لَمْ نَسْتَجِزْ صَرْفَ تَأْوِيلِ الآيَةِ إِلَى مَعْنَى مِنْهَا.
وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى عَلَى مَعْنَى الْخَشْيَةِ، وَأَنَّهَا الرَّهْبَةُ وَالْمَخَافَةُ، فَكَرِهْنَا إِعَادَةَ ذَلِكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.