وَبُقُولِ اللَّهِ :﴿وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ وَبِقَوْلِهِمْ : قَدْ كَانَ مِنْ حَدِيثٍ، فَخَلِّ عَنِّي حَتَّى أَذْهَبَ، يُرِيدُونَ : قَدْ كَانَ حَدِيثٌ.
وَقَدْ أَنْكَرَ مِنْ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ جَمَاعَةٌ أَنْ تَكُونَ مِنْ بِمَعْنَى الإِلْغَاءِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَلاَمِ، وَادَّعَوْا أَنَّ دُخُولَهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ دَخَلَتْ فِيهِ إيذِانٌ بأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ مَرِيدٌ لِبَعْضِ مَا أُدْخِلَتْ فِيهِ لاَ جَمِيعِهِ، وَأَنَّهَا لاَ تَدْخُلُ فِي مَوْضِعٍ إِلاَّ لِمَعْنًى مَفْهُومٍ.
فَتَأْوِيلُ الْكَلاَمِ إِذًا عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ أَمْرِ مَنْ ذَكَرْنَا : فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا بَعْضَ مَا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا.
وَالْبَقْلُ وَالْقِثَّاءُ وَالْعَدَسُ وَالْبَصَلُ، هُوَ مَا قَدْ عَرَفَهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ وَحَبِّهَا.
وَأَمَّا الْفُومُ، فَإِنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ مخْتَلَفُون فِيهِ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ الْحِنْطَةُ وَالْخُبْزُ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
١٠٦٥- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَمُؤَمَّلٌ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي جريج، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ : الْفُومُ : الْخُبْزُ.


الصفحة التالية
Icon