وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ بِالإِجْرَاءِ وَالتَّنْوِينِ، كَانَ تَأْوِيلُ الْكَلاَمِ عِنْدَهُ : اهْبِطُوا مِصْرًا الْبَلْدَةَ الَّتِي تُعْرَفُ بِهَذَا الاِسْمِ وَهِيَ مِصْرُ الَّتِي خَرَجُوا عَنْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ أَجْرَاهَا وَنَوَّنَهَا اتِّبَاعًا مِنْهُ خَطَّ الْمُصْحَفِ، لِأَنَّ فِي الْمُصْحَفِ أَلِفًا ثَابِتَةً فِي مِصْرَ، فَيَكُونُ سَبِيلُ قِرَاءَتِهِ ذَلِكَ بِالإِجْرَاءِ وَالتَّنْوِينِ سَبِيلَ مَنْ قَرَأَ :(قَوَارِيرًا قَوَارِيرًا مِنْ فِضَّةِ) مُنَوَّنَةً اتِّبَاعًا مِنْهُ خَطَّ الْمُصْحَفِ.
وَأَمَّا الَّذِي لَمْ يُنَوِّنْ مِصْرَ فَإِنَّهُ لاَ شَكَّ أَنَّهُ عَنَى مِصْرَ الَّتِي تُعْرَفُ بِهَذَا الاِسْمِ بِعَيْنِهَا دُونَ سَائِرِ الْبُلْدَانِ غَيْرِهَا.
وَقَدْ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ذَلِكَ نَظِيرَ اخْتِلاَفِ الْقُرَّاءِ فِي قِرَاءَتِهِ.
١٠٨٤- فَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ :﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ أَيْ مِصْرًا مِنَ الأَمْصَارِ ﴿فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ﴾.
١٠٨٥- وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ :﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ مِنَ الأَمْصَارِ ﴿فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ﴾ فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ التِّيهِ رُفِعَ الْمَنُّ وَالسَّلْوَى وَأَكَلُوا الْبُقُولَ.
١٠٨٦- وَحَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ :﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ قَالَ : مِصْرًا مِنَ الأَمْصَارِ، زَعَمُوا أَنَّهُمْ لَمْ يَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ.