وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ :﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ﴾ الْمِيثَاقَ الَّذِي أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْهُمْ فِي قَوْلِهِ :﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الآيَاتُ الَّذِي ذُكِرَ مَعَهَا.
وَكَانَ سَبَبُ أَخْذِ الْمِيثَاقِ عَلَيْهِمْ فِيمَا ذَكَرَهُ ابْنُ زَيْدٍ مَا ؛
١١١٨- حَدَّثَنِي بِهِ، يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ : لَمَّا رَجَعَ مُوسَى مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ بِالأَلْوَاحِ قَالَ لِقَوْمِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الأَلْوَاحَ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ، وَأَمْرُهُ الَّذِي أَمَرَكُمْ بِهِ، وَنَهْيُهُ الَّذِي نَهَاكُمْ عَنْهُ، فَقَالُوا : وَمَنْ يَأْخُذُهُ بِقَوْلِكَ أَنْتَ ؟ لاَ وَاللَّهِ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً حَتَّى يَطْلُعَ اللَّهُ إلَيْنَا فَيَقُولَ : هَذَا كِتَابِي فَخُذُوهُ. فَمَا لَهُ لاَ يُكَلِّمُنَا كَمَا كَلَّمَكَ أَنْتَ يَا مُوسَى فَيَقُولُ : هَذَا كِتَابِي فَخُذُوهُ ؟ قَالَ : فَجَاءَتْ غَضْبَةٌ مِنَ اللَّهِ فَجَاءَتْهُمْ صَاعِقَةٌ فَصَعَقَتْهُمْ، فَمَاتُوا أَجْمَعُونَ. قَالَ : ثُمَّ أَحْيَاهُمُ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى : خُذُوا كِتَابَ اللَّهِ. فَقَالُوا : لاَ، قَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَصَابَكُمْ ؟ قَالُوا : مِتْنَا ثُمَّ حَيِينَا، قَالَ : خُذُوا كِتَابَ اللَّهِ. قَالُوا : لاَ. فَبَعَثَ الله مَلاَئِكَتَهُ فَنَتَقَتِ الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ وقرأ :﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ﴾ قال : فرفع فوقهم، فَقِيلَ لَهُمْ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ، هَذَا الطُّورُ، قَالَ : خُذُوا الْكِتَابَ وَإِلاَّ طَرَحْنَاهُ عَلَيْكُمْ. قَالَ : فَأَخَذُوهُ بِالْمِيثَاقِ. وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ :﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ حَتَّى بَلَغَ :﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ قَالَ : وَلَوْ كَانُوا أَخَذُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ لأَخَذُوهُ بِغَيْرِ مِيثَاقٍ.