وَالَّذِينَ ذُكِّرُوا بِهَذِهِ الآيَةِ وَاحْتُجَّ عَلَيْهِمْ بِهَا هُمُ الْقَوْمُ الَّذِينَ وَصَفْتُ صِفَتَهُمْ دُونَ الْمُعَطِّلَةِ، وَالدَّهْرِيَّةِ، وَإِنْ كَانَ فِي أَصْغَرِ مَا عَدَّ اللَّهُ فِي هَذِهِ الآيَةِ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ، الْمُقْنِعِ لِجَمِيعِ الأَنَامِ تَرَكْنَا الْبَيَانَ عَنْهُ كَرَاهَةَ إِطَالَةِ الْكِتَابِ بِذِكْرِهِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَمَنِ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونَ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾.
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِذَلِكَ : أَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا لَهُ، وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى أَنَّ النِّدَّ الْعِدْلُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّوَاهِدِ فَكَرِهْنَا إِعَادَتَهُ، وَأَنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا هَذِهِ الأَنْدَادَ مِنْ دُونِ اللَّهِ يُحِبُّونَ أَنْدَادَهُمْ كَحُبِّ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهَ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ مِنْ مُتَّخِذِي هَذِهِ الأَنْدَادَ لِأَنْدَادِهِمْ.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الأَنْدَادِ الَّتِي كَانَ الْقَوْمُ اتَّخَذُوهَا وَمَا هِيَ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هِيَ آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
٢٤١٧- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلِهِ ﴿وَمَنِ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ مِنَ الْكُفَّارِ لِأَوْثَانِهِمْ.
٢٤١٨- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ مُبَاهَاةً، وَمُضَاهَاةً لِلْحَقِّ بِالأَنْدَادِ. ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ مِنَ الْكُفَّارِ لِأَآلِهَتُهُمُ.


الصفحة التالية
Icon