ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ
٢٤٢٢- حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، ﴿وَمَنِ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ قَالَ الأَنْدَادُ مِنَ الرِّجَالِ يُطِيعُونَهُمْ كَمَا يُطِيعُونَ اللَّهَ إِذَا أَمَرُوهُمْ أَطَاعُوهُمْ وَعَصَوْا اللَّهَ.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : وَكَيْفَ قِيلَ كَحُبِّ اللَّهِ، وَهَلْ يُحِبُّ اللَّهَ الأَنْدَادُ ؟ وَهَلْ كَانَ مُتَّخِذُو الأَنْدَادِ يُحِبُّونَ اللَّهَ فَيُقَالُ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ؟ قِيلَ : إِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ بِخِلاَفِ مَا ذَهَبْتَ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا نَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُ الْقَائِلِ : بِعْتُ غُلاَمِي كَبَيْعِ غُلاَمِكَ، بِمَعْنَى : بِعْتُهُ كَمَا بِيَعَ غُلاَمُكَ وَكَبَيْعِكَ غُلاَمَكَ، وَاسْتَوْفَيْتُ حَقِّي مِنْهُ اسْتِيفَاءَ حَقِّكَ، بِمَعْنَى : اسْتِيفَائِكَ حَقَّكَ. فَتُحْذَفُ مِنَ الثَّانِي كِنَايَةُ اسْمِ الْمُخَاطَبِ اكْتِفَاءً بِكِنَايَتِهِ فِي الْغُلاَمِ وَ الْحَقِّ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :.
فَلَسْتُ مُسَلِّمًا مَا دُمْتُ حَيًّا | عَلَى زَيْدٍ بِتَسْلِيمِ الأَمِيرِ |
فَمَعْنَى الْكَلاَمِ إِذًا : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّكم اللَّهِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾.