يَعْنِي بِقَوْلِهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ :﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا﴾ وَقَالَ أَتْبَاعُ الرِّجَالِ الَّذِينَ كَانُوا اتَّخَذُوهُمْ أَنْدَادًا مِنْ دُونِ اللَّهِ يُطِيعُونَهُمْ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَيَعْصَوْنَ رَبَّهُمْ فِي طَاعَتِهِمْ، إِذْ يَرَوْنَ عَذَابَ اللَّهِ فِي الآخِرَةِ :﴿لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾ يَعْنِي بِالْكَرَّةِ : الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ : كَرَرْتُ عَلَى الْقَوْمِ أَكُرُّ عليهم كَرًّا وكَرًّا، وَالْكَرَّةُ : الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، وَذَلِكَ إِذَا حَمَلَ عَلَيْهِمْ رَاجِعًا عَلَيْهِمْ بَعْدَ الاِنْصِرَافِ عَنْهُمْ كَمَا قَالَ الأَخْطَلُ :.
وَلَقَدْ عَطَفْنَ عَلَى فَزَارَةَ عَطْفَةً | كَرَّ الْمَنِيحِ، وَجُلْنَ ثَمَّ مَجَالاَ. |
٢٤٤٤- حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، ﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾ قَالَ : قَالَتِ الأَتْبَاعُ : لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً إِلَى الدُّنْيَا فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا.
وَقَوْلِهِ :﴿فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ﴾ مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ جَوَّابٌ لِلتَّمَنِّي بِالْفَاءِ ؛ لِأَنَّ الْقَوْمَ تَمَنَّوْا رَجْعَةً إِلَى الدُّنْيَا لِيَتَبَرَّءُوا مِنَ الَّذِينَ كَانُوا يُطِيعُونَهُمْ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ كَمَا تَبَرَّأَ مِنْهُمْ رُؤَسَاؤُهُمُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الدُّنْيَا الْمَتْبُوعُونَ فِيهَا عَلَى الْكُفْرِ بِاللَّهِ إِذْ عَايَنُوا عَظِيمَ النَّازِلَ بِهِمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، @