قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، ﴿كَذَلِكَ يُرِيَهُمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾ زَعَمَ أَنَّهُ يَرْفَعُ لَهُمُ الْجَنَّةَ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَإِلَى بُيُوتِهِمْ فِيهَا لَوْ أَنَّهُمْ أَطَاعُوا اللَّهَ، فَيُقَالُ لَهُمْ : تِلْكَ مَسَاكِنُكُمْ لَوْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ ثُمَّ تُقْسَمُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينِ، فَيَرِثُونَهُمْ، فَذَلِكَ حِينَ يَنْدَمُونَ.
٢٤٤٦- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا فَقَالَ فَلَيْسَ نَفْسٌ إِلاَّ وَهِيَ تَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ، وَبَيْتٍ فِي النَّارِ، وَهُوَ يَوْمُ الْحَسْرَةِ. قَالَ : فَيُرَى أَهْلُ النَّارِ البيت الَّذِي فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُمْ : لَوْ عَمِلْتُمْ فَتَأْخُذَهُمُ الْحَسْرَةُ. قَالَ : فَيَرَى أَهْلُ الْجَنَّةِ الْبَيْتَ الَّذِي فِي النَّارِ، فَيُقَالُ : لَوْلاَ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : وَكَيْفَ يَكُونُ مُضَافًا إِلَيْهِمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَمْ يَعْمَلُوهُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ ؟
قِيلَ : كَمَا يُعْرَضُ عَلَى الرَّجُلِ الْعَمَلِ فَيُقَالُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلُهُ : هَذَا عَمَلُكَ، يَعْنِي هَذَا الَّذِي يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَعْمَلَهُ، كَمَا يُقَالَ لِلرَّجُلِ يَحْضُرُ غَدَاؤُهُ قَبْلَ أَنْ يَتَغَدَّى بِهِ : هَذَا غَدَاؤُكَ الْيَوْمَ، يَعْنِي بِهِ : هَذَا مَا تَتَغَدَّى بِهِ الْيَوْمَ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :﴿كَذَلِكَ يُرِيَهُمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾ يَعْنِي : كَذَلِكَ يُرِيَهُمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمُ الَّتِي كَانَ لاَزِمًا لَهُمُ الْعَمَلَ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ.


الصفحة التالية
Icon