وَبِمَا قُلْنَا : مِنْ أَنِّ هَذِهِ الآيَةَ مَعْنِيُّ بِهَا الْيَهُودُ كَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ.
٢٤٧٥- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ : قَالَ لِي عَطَاءٌ، فِي هَذِهِ الآيَةِ هُمُ الْيَهُودُ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ :﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً﴾ إِلَى قَوْلِهِ :﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾.
وَأَمَّا قَوْلُهُ ﴿يَنْعِقُ﴾ فَإِنَّهُ يُصَوِّتُ بِالْغَنَمِ، يقول لتصويب الراعى بالغنم : النَّعِيقَ وَالنِّعَاقَ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَخْطَلِ :.

فَانْعِقْ بِضَأْنِكَ يَا جَرِيرُ فَإِنَّمَا مَنَّتْكَ نَفْسُكَ فِي الْخَلاَءِ ضَلاَلاَ
يَعْنِي : صَوِّتْ بِهِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ﴾.
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ :﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ هَؤُلاَءِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً، وَنِدَاءً، صُمٌّ عَنِ الْحَقِّ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ، بُكْمٌ يَعْنِي خُرْسٌ عَنْ قِيلَ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ وَالإِقْرَارِ بِمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ أَنْ يُقِرُّوا بِهِ وَتَبْيِينِ مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنْ يُبَيِّنُوهُ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسٍ، فَلاَ يَنْطِقُونَ بِهِ وَلاَ يَقُولُونَهُ وَلاَ يُبَيِّنُونَهُ لِلنَّاسِ، عَمًى عَنِ الْهُدَى وَطَرِيقِ الْحَقِّ فَلاَ يُبْصِرُونَهُ.
٢٤٧٦- كَمَا حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ :﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ يَقُولُ صُمٌّ عَنِ الْحَقِّ فَلاَ يَسْمَعُونَهُ وَلاَ يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَلاَ يَعْقِلُونَهُ، عُمْيٌ عَنِ الْحَقِّ وَالْهُدَى فَلاَ يُبْصِرُونَهُ، بُكْمٌ عَنِ الْحَقِّ فَلاَ يَنْطِقُونَ بِهِ.


الصفحة التالية
Icon