قَالَ حَيْوَةُ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ :﴿وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ﴾ قَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ الْمَجُوسُ، وَأَهْلُ الأَوْثَانِ وَالْمُشْرِكُونَ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾.
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ :﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾ فَمَنْ حَلَّتْ بِهِ ضَرُورَةُ مَجَاعَةٍ إِلَى مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمَيْتَةِ، وَالدَّمِ، وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ، وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَهُوَ بِالصِّفَةِ الَّتِي وَصَفْنَا، فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ فِي أَكْلِهِ إِنْ أَكَلَهُ.
وَقَوْلُهُ :﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾ افْتُعِلَ مِنَ الضَّرُورَةِ.
وَغَيْرَ بَاغٍ نُصِبَ عَلَى الْحَالِ مِنْ مَنِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ : فَمَنِ اضْطُرَّ لاَ بَاغِيًا، وَلاَ عَادِيًا فَأَكَلَهُ، فَهُوَ لَهُ حَلاَلٌ.
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ :﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾ فَمَنْ أُكْرِهَ عَلَى أَكْلِهِ فَأَكَلَهُ، فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
٢٤٩٠- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلِهِ ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ﴾ قَالَ : الرَّجُلُ يَأْخُذُهُ الْعَدُوُّ فَيَدْعُونَهُ إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ﴾ فَإِنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ مُخْتَلِفُونَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : يَعْنِي بِقَوْلِهِ :﴿غَيْرَ بَاغٍ﴾ غَيْرَ خَارِجٍ عَلَى الأَمَّةِ بِسَيْفِهِ بَاغِيًا عَلَيْهِمْ بِغَيْرِ حق، وَلاَ عَادِيًا عَلَيْهِمْ بِحَرْبٍ ظلمل وَعُدْوَانٍا فُمُفْسِدٌ عَلَيْهِمُ السَّبِيلَ.