٢٥٢٢- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ قَالَ هَذَا اسْتِفْهَامٌ يَقُولُ : مَا هَذَا الَّذِي صَبَّرَهُمْ عَلَى النَّارِ حَتَّى جَرَّأَهُمْ فَعَمِلُوا بِهَذَا ؟
وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ تَعَجُّبٌ، يَعْنِي : فَمَا أَشَدَّ جُرْأَتِهِمْ عَلَى النَّارِ بِعَمَلِهِمْ أَعْمَالَ أَهْلِ النَّارِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
٢٥٢٣- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ :﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ قَالَ مَا أَعْمَلَهُمْ بِأَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ؟
وَهُوَ قَوْلُ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ.
فَمَنْ قَالَ هُوَ تَعَجُّبٌ، وَجْهُ تَأْوِيلِ الْكَلاَمِ إِلَى : أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَشَدَّ جُرْأَتِهِمْ بِفِعْلِهِمْ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ عَلَى مَا يُوجِبُ لَهُمُ النَّارَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ :﴿قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾ تَعَجُّبًا مِنْ كُفْرِهِ بِالَّذِي خَلَقَهُ وَسَوَّى خَلْقَهُ.
فَأَمَّا الَّذِينَ وَجَّهُوا تَأْوِيلَهُ إِلَى الاِسْتِفْهَامِ فَمَعْنَاهُم : هَؤُلاَءِ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا الذى أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ وَالنَّارُ لاَ صَبْرَ عَلَيْهَا لِأَحَدٍ حَتَّى اسْتَبْدَلُوهَا بِمَغْفِرَةِ اللَّهِ فَاعْتَاضُوهَا مِنْهَا بَدَلاً ؟.