وَإِنَّمَا قُلْتُ : عَنَى بِقَوْلِهِ :﴿ذَوِي الْقُرْبَى﴾ ذَوِي قَرَابَةٍ مُؤَدِّي الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ لِلْخَبَرِ الَّذِي وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذى ذكرناه عنه مِنْ أَمْرِهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سُئِلَ : أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : جُهْدُ الْمُقِلِّ عَلَى ذِي الْقَرَابَةِ الْكَاشِحِ.
وَأَمَّا الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَقَدْ بَيَّنَّا مَعَانِيَهُمَا فِيمَا مَضَى.
وَأَمَّا ابْنُ السَّبِيلِ فَإِنَّهُ الْمُجْتَازُ بِالرَّجُلِ.
ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي صِفَتِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ الضَّيْفُ ينزل بالرجل.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
٢٥٤٥- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ :﴿وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ قَالَ : هُوَ الضَّيْفُ قَالَ : وذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ.
قَالَ : وَكَانَ يَقُالُ : حَقُّ الضِّيَافَةِ ثَلاَثُ لَيَالٍ، فَكُلُّ شَيْءٍ أَصَابهُ بَعْدَ ذَلِكَ صَدَقَةٌ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ الْمُسَافِرُ يَمُرُّ عَلَيْكَ.