المجلد الرابع.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ :﴿وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَاهُ : وَلاَ تَجْعَلُوهُ عِلَّةً لِأَيْمَانِكُمْ، وَذَلِكَ إِذَا سُئِلَ أَحَدُكُمُ الشَّيْءَ مِنَ الْخَيْرِ وَالإِصْلاَحِ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ : عَلَيَّ يَمِينٌ بِاللَّهِ إِلاَّ أفَعَلَ ذَلِكَ، أَوْ قَدْ حَلَفْتُ بِاللَّهِ أَنْ لاَ أَفْعَلَهُ. فَيَعْتَلَّ فِي تَرْكِهِ فِعْلَ الْخَيْرِ، وَالإِصْلاَحِ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَلِفِ بِاللَّهِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
٤٣٧٩- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ :﴿وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ قَالَ : هُوَ الرَّجُلُ يَحْلِفُ عَلَى الأَمْرِ الَّذِي لاَ يَصْلُحُ ثُمَّ يَعْتَلُّ بِيَمِينِهِ يَقُولُ اللَّهُ :﴿أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا﴾ يقول : هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْضِيَ عَلَى مَا لاَ يَصْلُحُ، وَإِنْ حَلَفْتَ كَفَّرْتَ عَنْ يَمِينِكَ وَفَعَلْتَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَكَ.


الصفحة التالية
Icon