المجلد الخامس.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾
يَعْنِي بِذَلِكَ تَعَالَى ذِكْرُهُ : الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ بِالصَّدَقَةِ وَأَدَائِكُمُ الزَّكَاةَ الْوَاجِبَةَ عَلَيْكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ أَنْ تَفْتَقِرُوا، ﴿وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾ يَعْنِي : وَيَأْمُرُكُمْ بِمَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَرْكِ الصلاة طَاعَتِهِ ﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ﴾ يَعْنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَعِدُكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْكُمْ فَحْشَاءَكُمْ بِصَفْحِهِ لَكُمْ عَنْ عُقُوبَتِكُمْ عَلَيْهَا، فَيَغْفِرَ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ بِالصَّدَقَةِ الَّتِي تَتَصَدَّقُونَ ﴿وَفَضْلاً﴾ يَعْنِي : وَيَعَدِكُمْ أَنْ يُخْلِفَ عَلَيْكُمْ مِنْ صَدَقَتِكُمْ، فَيَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ عَطَايَاهُ وَيُسْبِغَ عَلَيْكُمْ فِي أَرْزَاقِكُمْ.
٦٢٠٣- كَمَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : اثْنَانِ مِنَ اللَّهِ، وَاثْنَانِ مِنَ الشَّيْطَانِ، الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ يَقُولُ : لاَ تُنْفِقْ مَالَكَ، وَأَمْسِكْهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ، وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ عَلَى هَذِهِ الْمَعَاصِي وَفَضْلاً فِي الرِّزْقِ.