ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
٦٢٧٣- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾ إِلَى قَوْلِهِ :﴿وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ فَكَانَ هَذَا يُعْمَلُ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ بَرَاءَةُ، فَلَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَةُ بِفَرَائِضِ الصَّدَقَاتِ وَتَفْصِيلِهَا انْتَهَتِ الصَّدَقَاتُ إِلَيْهَا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُه إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثناؤُهُ : الَّذِينَ يُرْبُونَ،
وَالإِرْبَاءُ : الزِّيَادَةُ عَلَى الشَّيْءِ، يُقَالُ مِنْهُ : أَرْبَى فُلاَنٌ عَلَى فُلاَنٍ إِذَا زَادَ عَلَيْهِ يُرْبِي إِرْبَاءً وَالزِّيَادَةُ هِيَ الرِّبَا، وَرَبَا الشَّيْءُ : إِذَا زَادَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فَعَظُمَ فَهُوَ يَرْبُو رَبْوًا، وَإِنَّمَا قِيلَ لِلرَّابِيَةِ رابيه لِزِيَادَتِهَا فِي الْعِظَمِ وَالإِشْرَافِ عَلَى مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرْضِ مِمَّا حَوْلَهَا مِنْ قَوْلِهِمْ رَبَا يَرْبُو وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ : فُلاَنٌ فِي رِبَا قَوْمِهِ يُرَادُ أَنَّهُ فِي رِفْعَةٍ وَشَرَفٍ مِنْهُمْ، فَأَصْلُ الرِّبَا الإِنَافَةُ وَالزِّيَادَةُ، ثُمَّ يُقَالُ : أَرْبَى فلانٌ : أَيْ أَنَافَ غيره و صَيَّرَهِ زَائِدًا، وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْمُرْبِي مُرْبٍ لِتَضْعِيفِهِ الْمَالَ الَّذِي كَانَ لَهُ عَلَى غَرِيمِهِ حَلالا، أَوْ لِزِيَادَتِهِ عَلَيْهِ فِيهِ، لِسَبَبِ الأَجَلِ الَّذِي يُؤَخِّرُهُ إِلَيْهِ، فَيَزِيدُهُ إِلَى أَجَلِهِ الَّذِي كَانَ لَهُ قَبْلَ حَلِّ دِينِهِ عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ جَلَّ ثناؤُهُ :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾
وَبِمِثْلِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ :@


الصفحة التالية
Icon