الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾
يَعْنِي عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ :﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾ يُنْقِصُ اللَّهُ الرِّبَا فَيُذْهِبُهُ.
٦٢٨٩- كَمَا : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾ قَالَ : يُنْقِصُ
وَهَذَا نَظِيرُ الْخَبَرِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ فَإِلَى قُلٍّ
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ فَإِنَّهُ جَلَّ ثناؤُهُ يَعْنِي أَنَّهُ يُضَاعِفُ أَجْرَهَا لِرَبِّهَا، وَيُنَمِّيهَا لَهُ
وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الرِّبَا قَبْلُ وَالإِرْبَاءِ وَمَا أَصْلُهُ، بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ مِنْ إِعَادَتِهِ. فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ : وَكَيْفَ إِرْبَاءُ اللَّهِ الصَّدَقَاتِ ؟
قِيلَ : إِضْعَافُهُ الأَجْرَ لِرَبِّهَا، كَمَا قَالَ جَلَّ ثناؤُهُ :﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ﴾ وَكَمَا قَالَ :﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾.


الصفحة التالية
Icon