٦٢٩٧- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ :﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ قَالَ : كَانَ رِبًا يَتَبَايَعُونَ بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا أُمِرُوا أَنْ يَأْخُذُوا رُءُوسَ أَمْوَالِهِمْ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾
يَعْنِي جَلَّ ثناؤُهُ بِقَوْلِهِ :﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا﴾ فَإِنْ لَمْ تَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا.
وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ :﴿فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ فَقَرَأْتُهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ :﴿فَأْذَنُوا﴾ بِقَصْرِ الأَلْفِ مِنْ فَأْذَنُوا وَفَتْحِ ذَالِهَا، بِمَعْنَى وَكُونُوا عَلَى عِلْمٍ وَإِذْنٍ،
وَقَرَأَهُ آخَرُونَ وَهِيَ قِرَاءَةُ عَامَّةِ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ :(فَآذِنُوا) بِمُدِّ الأَلْفِ مِنْ قَوْلِهِ : فَأْذَنُوا وَكَسْرِ ذَالِهَا، بِمَعْنَى : فَآذِنُوا غَيْرَكُمْ، أَعْلِمُوهُمْ وَأَخْبِرُوهُمْ بِأَنَّكُمْ عَلَى حَرْبِهِمْ.
وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ :﴿فَأْذَنُوا﴾ بِقَصْرِ أَلِفِهَا وَفَتْحِ ذَالِهَا، بِمَعْنَى : اعْلَمُوا ذَلِكَ وَاسْتَيْقِنُوهُ، وَكُونُوا عَلَى إِذْنٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَكُمْ بِذَلِكَ،
وَإِنَّمَا اخْتَرْنَا ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْبِذَ إِلَى مَنْ أَقَامَ عَلَى شِرْكِهِ الَّذِي لاَ يُقَرُّ عَلَى الْمُقَامِ عَلَيْهِ، @


الصفحة التالية
Icon