وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾ فَإِنَّهُ يَعْنِي : فَعَلَيْكُمْ أَنْ تُنْظِرُوهُ إِلَى مَيْسَرَةٍ، كَمَا قَالَ :﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ﴾ وَقَدْ ذَكَرْنَا وَجْهَ رَفْعِ مَا كَانَ مِنْ نَظَائِرِهَا فِيمَا مَضَى قَبْلُ، فَأَغْنَى عَنْ تَكْرِيرِهِ،
وَالْمَيْسُرَةُ : الْمَفْعَلَةُ مِنَ الْيُسْرِ، مِثْلَ الْمَرْحَمَةِ وَالْمَشْأَمَةِ.
وَمَعْنَى الْكَلاَمِ : وَإِنْ كَانَ مِنْ غُرَمَائِكُمْ ذُو عُسْرَةٍ، فَعَلَيْكُمْ أَنْ تُنْظِرُوهُ حَتَّى يُوسِرَ بِمَا لَيْسَ لَكُمْ، فَيَصِيرُ مِنْ أَهْلِ الْيُسْرِ بِهِ
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
٦٣١٣- حَدَّثَنِي وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾ قَالَ : نَزَلَتْ فِي الرِّبَا.
٦٣١٤- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ رَجُلاً، خَاصَمَ رَجُلاً إِلَى شُرَيْحٍ قَالَ : فَقَضَى عَلَيْهِ، وَأَمَرَ بَحَبْسِهِ، قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ شُرَيْحٍ : إِنَّهُ مُعْسِرٌ، وَاللَّهُ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾ قَالَ : فَقَالَ شُرَيْحٌ : إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الرِّبَا، وَإِنَّ اللَّهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ :﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ وَلاَ يَأْمُرُنَا اللَّهُ بِشَيْءٍ ثُمَّ يُعَذِّبُنَا عَلَيْهِ.


الصفحة التالية
Icon