الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ﴾
يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثناؤُهُ :﴿وَلْيَكْتُبْ﴾ كِتَابُ الدَّيْنِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى بَيْنَ الدَّائِنِ وَالْمَدِينِ ﴿كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ﴾ يَعْنِي بِالْحَقِّ وَالإِنْصَافِ فِي الْكِتَابِ الَّذِي يَكْتُبُهُ بَيْنَهُمَا، بِمَا لاَ يَحِيفُ ذَا الْحَقِّ حَقَّهُ، وَلاَ يَبْخَسُهُ، وَلاَ يُوجِبُ لَهُ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْنُهُ فِيهِ بِبَاطِلٍ، وَلاَ يُلْزِمُهُ مَا لَيْسَ عَلَيْهِ.
٦٣٧٦- كَمَا : حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ :﴿وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ﴾ قَالَ : اتَّقَى اللَّهَ كَاتِبٌ فِي كِتَابِهِ، فَلاَ يَدَعَنَّ مِنْهُ حَقًّا، وَلاَ يَزِيدَنَّ فِيهِ بَاطِلاً
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَمَّهُ اللَّهُ﴾ فَإِنَّهُ يَعْنِي : وَلاَ يَأْبَيَنَّ كَاتِبٌ اسْتُكْتِبَ ذَلِكَ أَنْ يَكْتُبَ بَيْنَهُمْ كِتَابَ الدَّيْنِ، كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ كِتَابَتَهُ فَخَصَّهُ بِعِلْمِ ذَلِكَ، وَحَرَمَهُ كَثِيرًا مِنْ خَلْقِهِ
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي وُجُوبِ الْكِتَابِه عَلَى الْكَاتِبِ إِذَا اسْتُكْتِبَ ذَلِكَ نَظِيرَ اخْتِلاَفِهِمْ فِي وُجُوبِ الْكِتَابهِ عَلَى الَّذِي لَهُ الْحَقُّ.


الصفحة التالية
Icon