وَأَمَّا الرِّبِّيُّونَ، فَإِنَّهُمْ مَرْفُوعُونَ بِقَوْلِهِ : مَعَهُ، لاَ بِقَوْلِهِ : قُتِلَ.
وَإِنَّمَا تَأْوِيلُ الْكَلاَمِ : وَكَائِنٌ مِنْ نَبِيٍّ قُتِلَ وَمَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ، فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي الْكَلاَمِ إِضْمَارُ وَاو ؛ لِأَنَّهَا وَاوٌ تَدُلُّ عَلَى مَعْنَى حَالِ قَتْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَيْرَ أَنَّهُ اجْتَزَأَ بِدَلاَلَةِ مَا ذُكِرَ مِنَ الْكَلاَمِ عَلَيْهَا مِنْ ذِكْرِهَا، وَذَلِكَ كَقَوْلِ الْقَائِلِ فِي الْكَلاَمِ : قُتِلَ الأَمِيرُ مَعَهُ جَيْشٌ عَظِيمٌ، بِمَعْنَى : قُتِلَ وَمَعَهُ جَيْشٌ عَظِيمٌ.
وَأَمَّا الرِّبِّيُّونَ، فَإِنَّ أَهْلَ الْعَرَبِيَّةِ اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهُ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ : هُمُ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الرَّبَّ، وَاحِدُهُمْ رَبِّيُّ.
وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ : لَوْ كَانُوا مَنْسُوبِينَ إِلَى عِبَادَةِ الرَّبِّ لَكَانُوا رَبِّيُّونَ بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَلَكِنَّهُم الْعُلَمَاءُ وَالأُلُوفُ.
وَالرِّبِّيُّونَ عِنْدَنَا : الْجَمَاعَات الْكَثِيرَةُ، وَاحِدُهُمْ رِبِّيُّ، وَهُمْ جَمَاعَةٌ.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَاهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ مِثْلَ مَا قُلْنَا.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
٧٩٩٦- حَدَّثنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : الرِّبِّيُّونَ : الأُلُوفُ @


الصفحة التالية
Icon