٧٧٦٧- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ :﴿إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاَ﴾ قَالَ : هَذَا يَوْمَ أُحُدٍ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ ﴿أَنْ تَفْشَلاَ﴾ فَإِنَّهُ يَعْنِي : هَمَّا أَنْ يَضْعُفَا وَتجْبُنَا عَنْ لِقَاءِ عَدُوِّهِمَا، يُقَالُ مِنْهُ : فَشِلَ فُلاَنٌ عَنْ لِقَاءِ عَدُوِّهِ يَفْشَلُ فَشَلا.
٧٧٦٨- كَمَا : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : الْفَشَلُ : الْجُبْنُ
وَكَانَ هَمُّهُمَا الَّذِي هَمَّا بِهِ مِنَ الْفَشَلِ الاِنْصِرَافَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ حِينَ انْصَرَفَ عَنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبِيٍّ ابْنِ سَلُولَ بِمَنْ مَعَهُ، جُبْنًا مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ مِنْهُمْ فِي الإِسْلاَمِ وَلاَ نِفَاقٍ ؛ فَعَصَمَهُمُ اللَّهُ مِمَّا هَمُّوا بِهِ مِنْ ذَلِكَ، وَمَضَوْا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَجْهِهِ الَّذِي مَضَى لَهُ، وَتَرَكُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ وَالْمُنَافِقِينَ مَعَهُ، فَأَثْنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمَا بِثُبُوتِهِمَا عَلَى الْحَقِّ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ وَلِيُّهُمَا وَنَاصِرُهُمَا عَلَى أَعْدَائِهِمَا مِنَ الْكُفَّارِ.
٧٧٦٩- كَمَا : حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ :﴿وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا﴾ أَيِ المدَّافِعُ عَنْهُمَا مَا هُمَا بِهِ مِنْ فَشَلِهِمَا.
وَذَلِكَ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنْهُمَا عَنْ ضَعْفٍ وَوَهَنٍ أَصَابَهُمَا مِنْ غَيْرِ شَكٍّ أَصَابَهُمَا فِي دِينِهِمَا فَتَوَلَّى دَفْعَ ذَلِكَ عَنْهُمَا بِرَحْمَتِهِ وَعَائِدَتِهِ، حَتَّى سَلِمَتَا مِنْ وَهَنِهِمَا وَضَعْفِهِمَا، وَلَحِقَتَا بِنَبِيِّهِمَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


الصفحة التالية
Icon