وَالسِّيمَا الْعَلاَمَةُ، يُقَالُ : هِيَ سِيمَا حَسَنَةٌ، وَسِيمِيَاءُ حَسَنَةٌ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :.
غُلاَمٌ رَمَاهُ اللَّهُ بِالْحُسْنِ يَافِعًا... لَهُ سِيمِيَاءُ لاَ تَشُقُّ عَلَى الْبَصَرِ
يَعْنِي بِذَلِكَ عَلاَمَةً مِنْ حُسْنٍ، فَإِذَا أُعْلِمَ الرَّجُل ُنفسه بِعَلامَةٍ يُعْرَفُ بِهَا فِي حَرْبٍ أَوْ غَيْرِهِ قِيلَ : سَوَّمَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يُسَوِّمُهَا تَسْوِيمًا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَمَا جَعَلَ اللَّهُ وَعْدَهُ إِيَّاكُمْ مَا وَعَدَكُمْ مِنْ إِمْدَادِهِ إِيَّاكُمْ بِالْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ ذَكَرَ عَدَدَهُمْ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ، يَعْنِي بُشْرَى يُبَشِّرُكُمْ بِهَا، ﴿وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ﴾ يَقُولُ : وَكَيْ تَطْمَئِنَّ بِوَعْدِهِ الَّذِي وَعَدَكُمْ مِنْ ذَلِكَ قُلُوبُكُمْ، فَتَسْكُنُ إِلَيْهِ، وَلاَ تَجْزَعُ مِنْ كَثْرَةِ عَدَدِ عَدُوِّكُمْ، وَقِلَّةِ عَدَدِكُمْ. ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ يَعْنِي وَمَا ظَفَرُكُمْ إِنْ ظَفِرْتُمْ بِعَدُوِّكُمْ إِلاَّ بِعَوْنِ اللَّهِ، لاَ مِنْ قِبَلِ الْمَدَدِ الَّذِي يَأْتِيكُمْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، يَقُولُ : فَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا، وَبِهِ فَاسْتَعِينُوا، لاَ بِالْجُمُوعِ وَكَثْرَةِ الْعَدَدِ، فَإِنَّ نَصْرَكُمْ إِنْ كَانَ إِنَّمَا يَكُونُ بِاللَّهِ وَبِعَوْنِهِ وَمَعَكُمْ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ خَمْسَةُ آلاَفٍ، فَإِنَّهُ إِلَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِعَوْنِ اللَّهِ وَبِتَقْوِيَتِهِ إِيَّاكُمْ عَلَى عَدُوِّكُمْ، وَإِنْ كَانَ مَعَكُمْ مِنَ الْبَشَرِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ أُخْرَى فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاصْبِرُوا عَلَى جِهَادِهِ عَدُوَّكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُكُمْ عَلَيْهِمْ.