٧٨٣٩- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ :﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ﴾ يَقُولُ : يَخْزِيَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ
٧٨٤٠- حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، مِثْلَهُ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾
يَعْنِي بِذَلِكَ تَعَالَى ذِكْرُهُ : لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ، أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، أَوْ يُعَذِّبَهُمْ، فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ، لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، فَقَوْلُهُ :﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ مَنْصُوبٌ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ :﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ﴾.
وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ تَأْوِيلُهُ : لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ حَتَّى يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، فَيَكُونُ نَصَبَ يَتُوبَ بِمَعْنَى أَوْ الَّتِي هِيَ فِي مَعْنَى حَتَّى
وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ ؛ لِأَنَّهُ لاَ شَيْءَ مِنْ أَمَرِ الْخَلْقِ إِلَى أَحَدٍ سِوَى خَالِقِهِمْ قَبْلَ تَوْبَةِ الْكُفَّارِ وَعِقَابِهِمْ وَبَعْدَ ذَلِكَ.
وَتَأْوِيلُ قَوْلِهِ :﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ لَيْسَ إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ مِنْ أَمْرِ خَلْقِي إِلاَّ أَنْ تُنَفِّذَ فِيهِمْ أَمْرِي، وَتَنْتَهِي فِيهِمْ إِلَى طَاعَتِي، وَإِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَيَّ وَالْقَضَاءُ فِيهِمْ بِيَدِي دُونَ غَيْرِي أَقْضِي فِيهِمْ وَأَحْكُمُ بِالَّذِي أَشَاءُ مِنَ التَّوْبَةِ عَلَى مَنْ كَفَرَ بِي وَعَصَانِي، وَخَالَفَ أَمْرِي، أَوِ الْعَذَابِ إِمَّا فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالنِّقَمِ الْمُبِيرَةِ، وَإِمَّا فِي آجِلِ الآخِرَةِ بِمَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِ الْكُفْرِ بِي.


الصفحة التالية
Icon