قِيلَ : كَانَتْ تَبْوِئَتُهُ إِيَّاهُمْ ذَلِكَ قَبْلَ مُنَاهَضَتِهِ عَدُوَّهُ عِنْدَ مَشُورَتِهِ عَلَى أَصْحَابِهِ بِالرَّأْي الَّذِي رَآهُ لَهُمْ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سَمِعَ بِنُزُولِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَتْبَاعِهَا أُحُدًا.
٧٧٥٤- قَالَ فِيمَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، لِأَصْحَابِهِ : أَشِيرُوا عَلَيَّ مَا أَصْنَعُ ؟ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْرُجْ بنا إِلَى هَذِهِ الأَكْلُبِ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا غَلَبَنَا عَدُوٌّ لَنَا قط أَتَانَا فِي دِيَارِنَا، فَكَيْفَ وَأَنْتَ فِينَا ؟ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، وَلَمْ يَدْعُهُ قَطُّ قَبْلَهَا، فَاسْتَشَارَهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْرُجْ بِنَا إِلَى هَذِهِ الأَكْلُبِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، فَيُقَاتَلُوا فِي الأَزِقَّةِ، فَأَتَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ تَحْرِمْنِي الْجَنَّةَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ فَقَالَ لَهُ : بِمَ ؟ قَالَ : بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنِّي لاَ أَفِرُّ مِنَ الزَّحْفِ، قَالَ : صَدَقْتَ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِدِرْعِهِ فَلَبِسَهَا، فَلَمَّا رَأَوْهُ وَقَدْ لَبِسَ السِّلاَحَ، نَدِمُوا، وَقَالُوا : بِئْسَمَا صَنَعْنَا نُشِيرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْوَحْي يَأْتِيِهِ، فَقَامُوا وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا : اصْنَعْ مَا رَأَيْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَلْبَسَ لَأْمَتَهُ فَيَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ.


الصفحة التالية
Icon