ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مُعَاتِبَهُمْ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ مِنَ الْهَلَعِ وَالْجَزَعِ حِينَ قِيلَ لَهُمْ بِأُحُدٍ : إِنَّ مُحَمَّدًا قُتِلَ، وَمُقَبِّحًا إِلَيْهِمُ انْصِرَافَ مَنِ انْصَرَفَ مِنْهُمْ عَنْ عَدُوِّهِمْ وَانْهِزَامَهُ عَنْهُمْ :﴿أَفَإِنْ مَاتَ﴾ مُحَمَّدٌ أَيُّهَا الْقَوْمُ لاِنْقِضَاءِ مُدَّةِ أَجَلِهِ، أَوْ قَتَلَهُ عَدُوُُّهْ، ﴿انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ يَعْنِي ارْتَدَدْتُمْ عَنْ دِينِكُمُ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ، وَرَجَعْتُمْ عَنْهُ كُفَّارًا بِاللَّهِ بَعْدَ الإِيمَانِ بِهِ، وَبَعْدَ مَا قَدْ وَضَحَتْ لَكُمْ صِحَّةُ مَا دَعَاكُمْ مُحَمَّدٌ إِلَيْهِ، وَحَقِيقَةُ مَا جَاءَكُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ ﴿وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ يَعْنِي بِذَلِكَ : وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ وَيَرْجِعْ كَافِرًا بَعْدَ إِيمَانِهِ، ﴿فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا﴾ يَقُولُ : فَلَنْ يُوهِنَ ذَلِكَ عَزَّةَ اللَّهِ وَلاَ سُلْطَانَهُ، وَلاَ يَدْخُلَ بِذَلِكَ نَقْصٌ فِي مُلْكِهِ، بَلْ نَفْسَهُ يَضُرُّ بِرِدَّتِهِ، وَحَظَّ نَفْسِهِ يُنْقِصُ بِكُفْرِهِ. ﴿وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ يَقُولُ : وَسَيُثِيبُ اللَّهُ مَنْ شَكَرَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَهِدَايَتِهِ إِيَّاهُ لِدِينِهِ بِثُبُوَّتِهِ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ هُوَ مَاتَ أَوْ قُتِلَ وَاسْتِقَامَتِهِ عَلَى مِنْهَاجِهِ، وَتَمَسُّكِهِ بِدِينِهِ وَمِلَّتِهِ بَعْدَهُ.
٧٩٧٦- كَمَا : حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَلِيٍّ، فِي قَوْلِهِ :﴿وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ الثَّابِتِينَ عَلَى دِينِهِمْ : أَبَا بَكْرٍ وَأَصْحَابَهُ، فَكَانَ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَمِينَ الشَّاكِرِينَ وَأَمِينَ أَحِبَّاءِ اللَّهِ، وَكَانَ أَشْكَرَهُمْ وَأَحَبَّهُمْ إِلَى اللَّهِ.


الصفحة التالية
Icon