وَالْقَوْلُ الَّذِي هُوَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ عِنْدِي فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ قَوْلُهُ :﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا﴾ مِنْ صِلَةِ الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ، لِأَنَّ الْخَبَرَيْنِ جَمِيعًا وَالصِّفَتَيْنِ مِنْ صِفَةِ نَوْعٍ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ الْيَهُودُ الَّذِينَ وَصَفَ اللَّهُ صِفَتَهُمْ فِي قَوْلِهِ :﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ﴾ وَبِذَلِكَ جَاءَ تَأْوِيلُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ، فَلاَ حَاجَةَ بِالْكَلاَمِ إِذْ كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَتْرُوكٌ
وَأَمَّا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ :﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ فَإِنَّهُ يَقُولُ : يُبَدِّلُونَ مَعْنَاهَا وَيُغَيِّرُونَهَا عَنْ تَأْوِيلِهِ.
وَالْكَلِمُ جِمَاعُ كَلِمَةٍ. وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ : عَنَى بِالْكَلِمِ : التَّوْرَاةَ.
٩٧٥٢- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ تَبْدِيلُ الْيَهُودِ التَّوْرَاةَ.
٩٧٥٣- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿عَنْ مَوَاضِعِهِ، ﴾ فَإِنَّهُ يَعْنِي : عَنْ أَمَاكِنِهِ، وَوُجُوهُهُ الَّتِي، هِيَ وُجُوهُهُ. @


الصفحة التالية
Icon