كَمَا :.
٩٧٧٥- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :﴿فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ قَالَ : لاَ يُؤْمِنُونَ هُمْ إِلا قَلِيلا.
وَقَدْ بَيَّنَّا وَجْهَ ذَلِكَ بِعِلَلِهِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانْ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً﴾
يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ الْيَهُودُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا حَوَالَيْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ لَهُمْ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُنْزِلَ إِلَيْهِمُ الْكِتَابُ فَأُعْطُوا الْعِلْمَ بِهِ ﴿آمِنُوا﴾ يَقُولُ : صَدِّقُوا يعنى بِمَا أَنْزَلْنَا إِلَى مُحَمَّدٍ مِنَ الْفُرْقَانِ ﴿مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ﴾ يَعْنِي : مُحَقِّقًا لِلَّذِي مَعَكُمْ مِنَ التَّوْرَاةِ الَّتِي أَنْزَلْتُهَا إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ. ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا﴾.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : طَمْسُهُ إِيَّاهُ : مَحْوُهُ آثَارَهَا حَتَّى تَصِيرَ كَالأَقْفَاءِ.
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : أَنْ نَطْمِسَ أَبْصَارَهَا فَنُصَيِّرَهَا عَمْيَاءَ، وَلَكِنَّ الْخَبَرَ خَرَجَ بِذِكْرِ الْوَجْهِ، وَالْمُرَادُ بِهِ بَصَرُهُ ﴿فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا﴾ فَنَجْعَلَ أَبْصَارَهَا مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهَا.


الصفحة التالية
Icon