وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ عِنْدِي : أَنَّ مَعْنَى :﴿وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ﴾ الصَّاحِبُ إِلَى الْجَنْبِ، كَمَا يُقَالَ : فُلاَنٌ بِجَنْبِ فُلاَنٍ وَإِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ : جَنَبَ فُلاَنٌ فُلاَنًا فَهُوَ يَجْنَبُهُ جَنْبًا، إِذَا كَانَ لِجَنْبِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ : جَنَبَ الْخَيْلَ، إِذَا قَادَ بَعْضَهَا إِلَى جَنْبِ بَعْضٍ. وَقَدْ يَدْخُلُ فِي هَذَا الرَّفِيقُ فِي السَّفَرِ، وَالْمَرْأَةُ، وَالْمُنْقَطِعُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي يُلاَزِمُهُ رَجَاءَ نَفْعِهِ، لِأَنَّ كُلَّهُمْ بِجَنْبِ الَّذِي هُوَ مَعَهُ وَقَرِيبٌ مِنْهُ، وَقَدْ أَوْصَى اللَّهُ تَعَالَى بَجِمِيعِهِمْ لِوُجُوبِ حَقِّ الصَّاحِبِ عَلَى الْمَصْحُوبِ. وَقَدْ :.
٩٥٣٣- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ فُلاَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الثِّقَةِ، عِنْدَهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُمَا عَلَى رَاحِلَتَيْنِ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْضَةٍ طَرْفَاءَ، فَقَطَعَ قَصِيلَيْنَ أَحَدُهُمَا مُعْوَجٌّ وَالآخَرُ مُعْتَدِلٌ، فَخَرَجَ بِهِمَا فَأَعْطَى صَاحِبَهُ الْمُعْتَدِلَ وَأَخَذَ لِنَفْسِهِ الْمُعْوَجَّ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ أَحَقُّ بِالْمُعْتَدِلِ مِنِّي. فَقَالَ : كَلاَّ يَا فُلاَنُ، إِنَّ كُلَّ صَاحِبٍ يَصْحَبُ صَاحِبًا مَسْئُولٌ عَنْ صَحَابَتِهِ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ.