١٠٠٠١- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ :﴿فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ﴾ قَالَ : هَزِيمَةٌ.
وَدَخَلَتِ اللاَّمُ فِي قَوْلِهِ ﴿لَمَنْ﴾ وَفُتِحَتْ لِأَنَّهَا اللاَّمُ الَّتِي تَدْخُلُ تَوْكِيدًا لِلْخَبَرِ مَعَ إِنَّ، كَقَوْلِ الْقَائِلِ : إِنَّ فِي الدَّارِ لَمَنْ يُكْرِمُكَ، وَأَمَّا اللاَّمُ الثَّانِيَةُ الَّتِي فِي :﴿لَيُبَطِّئَنَّ﴾ فَدَخَلِتْ لِجَوَابِ الْقَسَمِ، كَأَنَّ مَعْنَى الْكَلاَمِ : وَإِنَّ مِنْكُمْ أَيُّهَا الْقَوْمُ لَمَنْ وَاللَّهِ لَيُبَطِّئَنَّ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾
يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ :﴿وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ﴾ وَلَئِنْ أَظْفَرَكُمُ اللَّهُ بِعَدُوِّكُمْ، فَأَصَبْتُمْ مِنْهُمْ غَنِيمَةً ﴿لَيَقُولَنَّ﴾ هَذَا الْمُبَطِّئُ الْمُسْلِمِينَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ من الْمُنَافِقُ ﴿كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ﴾ بِمَا أُصِيبُ مَعَهُمْ مِنَ الْغَنِيمَةَ ﴿فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَنْ هَؤُلاَءِ الْمُنَافِقِينَ أَنَّ شُهُودَهُمُ الْحَرْبَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ إِنْ شَهِدُوهَا لِطَلَبِ الْغَنِيمَةِ، وَإِنْ تَخَلَّفُوا عَنْهَا فَلِلشَّكِّ الَّذِي فِي قُلُوبِهِمْ، وَأَنَّهُمْ لا يَرْجُونَ لِحُضُورِهَا ثَوَابًا وَلاَ يَخَافُونَ بِالتَّخَلُّفِ عَنْهَا مِنَ اللَّهِ عِقَابًا. @


الصفحة التالية
Icon