يَقُولُ : فَلَمَّا فُرِضَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ الَّذِي كَانُوا سَأَلُوا أَنْ يُفْرَضَ عَلَيْهِمْ ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ يَعْنِي : جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ ﴿يَخْشَوْنَ النَّاسَ﴾ يَقُولُ : يَخَافُونَ النَّاسَ أَنْ يُقَاتِلُوهُمْ ﴿كَخَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ كخوفهم الله ﴿أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ أَوْ أَشَدَّ خَوْفًا. وَقَالُوا : جَزَعًا مِنَ الْقِتَالِ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴿لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ﴾ لِمَ فَرَضْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ، رُكُونًا مِنْهُمْ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِيثَارًا لِلدَّعَةِ فِيهَا وَالْخَفْضِ، عَلَى مَكْرُوهِ لِقَاءِ الْعَدُوِّ وَمَشَقَّةِ حَرْبِهِمْ وَقِتَالِهِمْ ﴿لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا﴾ يُخْبِرُ عَنْهُمْ قَالُوا : هَلاَ أَخَّرْتَنَا ﴿إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾ يَعْنِي إِلَى أَنْ يَمُوتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ وَفِي مَنَازِلِهِمْ.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ الآثَارِ بِذَلِكَ، وَالرِّوَايَةِ عَمَّنْ قَالَهُ :.
١٠٠١٤- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَأَصْحَابًا، لَهُ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا فِي عِزٍّ وَنَحْنُ مُشْرِكُونَ، فَلَمَّا آمَنَّا صِرْنَا أَذِلَّةً. فَقَالَ : إِنِّي أُمِرْتُ بِالْعَفْوِ فَلاَ تُقَاتِلُوا فَلَمَّا حَوَّلَهُ اللَّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ أَمَرَ بِالْقِتَالِ فَكَفُّوا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ﴾ الآيَةُ.


الصفحة التالية
Icon