وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءَ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ :﴿وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً﴾ فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ اهل الْعِرَاقِ :﴿وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً﴾ بِنَصْبِ الْحَسَنَةِ، بِمَعْنَى : وَإِنْ تَكُ زِنَةُ الذَّرَّةِ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ اهل الْمَدِينَةِ :(وَإِنْ تَكُ حَسَنَةٌ) بِرَفْعِ الْحَسَنَةِ، بِمَعْنَى : وَإِنْ تُوجَدْ حَسَنَةً عَلَى مَا ذَكَرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ تَأْوِيلِ ذَلِكَ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿يُضَاعِفْهَا﴾ فَإِنَّهُ جَاءَ بِالأَلِفِ، وَلَمْ يَقُلْ : يُضَعِّفْهَا ؛ لِأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ فِي قَوْلِ بَعْضِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ : يُضَاعِفْهَا أَضْعَافًا كَثِيرَةً ؛ وَلَوْ أُرِيدَ بِهِ فِي قَوْلِهِ يُضَعِّفُ ذَلِكَ ضِعْفَيْنِ لَقِيلَ : يُضَعِّفْهَا بِالتَّشْدِيدِ.
ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِينَ وَعَدَهُمُ اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ مَا وَعَدَهُمْ فِيهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُمْ جَمِيعُ أَهْلِ الإِيمَانِ بِاللَّهِ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَاعْتَلُّوا فِي ذَلِكَ بِمَا :.
٩٥٦٣- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ : لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ : إِنَّ الْحَسَنَةَ لَتُضَاعَفُ أَلْفَ أَلْفَ حَسَنَةٍ. قَالَ : وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ لَيُضَاعِفُ الْحَسَنَةَ أَلْفَيْ أَلْفَ حَسَنَةٍ. @


الصفحة التالية
Icon