يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ عِبَادَهُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، فَكَيْفَ بِهِمْ ﴿إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ﴾ يَعْنِي : بِمَنْ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِأَعْمَالِهَا، وَتَصْدِيقِهَا رُسُلَهَا، أَوْ تَكْذِيبِهَا ايها﴿وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا﴾ يَقُولُ : وَجِئْنَا بِكَ يَا مُحَمَّدُ عَلَى هَؤُلاَءِ : أَيْ عَلَى أُمَّتِكَ شَهِيدًا، يَقُولُ : شَاهِدًا. كَمَا :.
٩٥٦٨- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ :﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا﴾ قَالَ : إِنَّ النَّبِيِّينَ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مِنْهُمْ مَنْ أَسْلَمَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ الْوَاحِدُ وَالاِثْنَانِ وَالْعَشَرَةُ وَأَقَلُّ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، حَتَّى يُؤْتَى لُوطٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُؤْمِنْ مَعَهُ إِلا ابْنَتَاهُ، فَيُقَالَ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغْتُمْ مَا أَرْسَلْتُمْ بِهِ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ، فَيُقَالَ : مَنْ يَشْهَدُ ؟ فَيَقُولُونَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتدعى امة محمد فَيُقَالَ لَهُمْ : أَتَشْهَدُونَ أَنَّ الرُّسُلَ أَوْدَعُوا عِنْدَكُمْ شَهَادَةً، فَبِمَ تَشْهَدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا نَشْهَدُ أَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا كَمَا شَهِدُوا فِي الدُّنْيَا بِالتَّبْلِيغِ. فَيُقَالَ : مَنْ يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ ؟ فَيَقُولُونَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فيُدْعَى مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، فَيَشْهَدُ أَنَّ أُمَّتَهُ قَدْ صَدَّقُوا، وَأَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا. فَذَلِكَ قَوْلُهُ :﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونُ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.


الصفحة التالية
Icon