٩٥٧٤- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ : أَشْيَاءُ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ فِي الْقُرْآنِ ؟ فَقَالَ : مَا هُوَ ؟ أَشَكٌّ فِي الْقُرْآنِ ؟ قَالَ : لَيْسَ بِالشَّكِّ، وَلَكِنَّهُ اخْتِلاَفٌ. قَالَ : فَهَاتِ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْكَ. قَالَ : أَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ :﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ وَقَالَ :﴿وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ وَقَدْ كَتَمُوا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمَّا قَوْلُهُ :﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ فَإِنَّهُمْ لَمَّا رَأَوْا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِأَهْلِ الإِسْلاَمِ وَيَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلاَ يَغْفِرُ شِرْكًا وَلاَ يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ جَحَدَ الْمُشْرِكُونِ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ، رَجَاءَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُمْ، فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتَكَلَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ ﴿يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾.
٩٥٧٥- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، قال حدثنا جويير عَنِ الضَّحَّاكِ : أَنَّ نَافِعَ بْنَ الأَزْرَقِ أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ وَقَوْلُهُ :﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنِّي أَحْسِبُكَ قُمْتَ مِنْ عِنْدِ أَصْحَابِكَ فَقُلْتَ : أَلْقَى عَلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ مُتَشَابِهَ الْقُرْآنِ، فَإِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِمْ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ جَامِعُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي بَقِيعٍ وَاحِدٍ، فَيَقُولُ الْمُشْرِكُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا إِلاَّ مِمَّنْ وَحَّدَهُ، فَيَقُولُونَ : تَعَالَوْا نقل. فيَسْأَلُهُمْ، فَيَقُولُونَ : وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ قَالَ فَيَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، وَيَسْتَنْطِقُ جَوَارِحَهُمْ، فَتَشْهَدُ عَلَيْهِمْ جَوَارِحُهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا مُشْرِكِينَ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَمَنَّوْا لَوْ أَنَّ الأَرْضَ سُوِّيَتْ بِهِمْ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا.


الصفحة التالية
Icon