٩٦٢٣- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ :﴿وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ﴾ قَالَ : لاَ يَجْتَازُ فِي الْمَسْجِدِ إِلاَّ أَنْ لاَ يَجِدَ طَرِيقًا غَيْرَهُ.
٩٦٢٤- حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ : لاَ يَمُرُّ الْجُنُبُ فِي الْمَسْجِدِ يَتَّخِذُهُ طَرِيقًا
وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ بِالتَّأْوِيلِ لِذَلِكَ تَأْوِيلُ مِنْ تَأَوَّلَهُ :﴿وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ﴾ إِلا مُجْتَازِي طَرِيقٍ فِيهِ. وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ بَيَّنَ حُكْمَ الْمُسَافِرِ إِذَا عَدِمَ الْمَاءَ وَهُوَ جُنُبٌ فِي قَوْلِهِ :﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ فَكَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ :﴿وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا﴾ لَوْ كَانَ مَعْنِيًّا بِهِ الْمُسَافِرُ لَمْ يَكُنْ لِإِعَادَةِ ذِكْرُهُ فِي قَوْلِهِ :﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ﴾ مَعْنًى مَفْهُومٌ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ حُكْمِهِ قَبْلَ ذَلِكَ.
وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَتَأْوِيلُ الآيَةِ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الْمَسَاجِدَ لِلصَّلاَةِ مُصَلِّينَ فِيهَا وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ، وَلاَ تَقْرَبُوهَا أَيْضًا جُنُبًا حَتَّى تَغْتَسِلُوا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ
وَالْعَابِرُ السَّبِيلَ : الْمُجْتَازُهُ مَرًّا وَقَطْعًا، يُقَالَ مِنْهُ : عَبَرْتُ هَذَا الطَّرِيقَ فَأَنَا أَعْبُرُهُ عَبْرًا وَعُبُورًا، وَمِنْهُ قِيلَ : عَبَرَ فُلاَنٌ النَّهَرَ : إِذَا قَطَعَهُ وَجَازَهُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلنَّاقَةِ الْقَوِيَّةِ عَلَى الأَسْفَارِ لِقُوَّتِهَا : وَهِيَ عَبْرُ أَسْفَارٍ ؛ وَهِيَ عَبْرُ أَسْفَارٍ لَقُوَّتِهَا عَلَى الأَسْفَارِ.


الصفحة التالية
Icon