الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ :﴿وَنَسُوا حَظًّا﴾ وَتَرَكُوا نَصِيبًا، وَهُوَ كَقَوْلِهِ :﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ أَيْ تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ فَتَرَكَهُمُ اللَّهُ.
وَقَدْ مَضَى بَيَانُ ذَلِكَ بِشَوَاهِدِهِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ.
وَبِالَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
١١٦٤٤- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ :﴿وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذَكَرُوا بِهِ﴾ يَقُولُ : تَرَكُوا نَصِيبًا.
١١٦٤٥- حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ :﴿وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذَكَرُوا بِهِ﴾ قَالَ : تَرَكُوا عُرَى دِينِهِمْ وَوَظَائِفَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الَّتِي لاَ تُقْبَلُ الأَعْمَالَ إِلا بِهَا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ﴾
يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلاَ تَزَالُ يَا مُحَمَّدُ تَطَّلِعُ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ أَنْبَأْتُكَ نَبَّأَهُمْ مِنْ نَقْضِهِمْ مِيثَاقِي، وَنَكْثِهِمْ عَهْدِي، مَعَ أَيَادِيَّ عِنْدَهُمْ، وَنِعْمَتِي عَلَيْهِمْ، عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ مِنَ الْغَدْرِ وَالْخِيَانَةِ، إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ. يقول الاقيلا منهم لم يخونوا
وَالْخَائِنَةُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ : الْخِيَانَةُ، وَهُوَ اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ، كَمَا قِيلَ خَاطِئَةٌ : لِلْخَطِيئَةِ، وَقَائِلَةٌ : لِلْقَيْلُولَةِ. @