وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا بِالْحَقِّ، تَأْوِيلُ مَنْ قَالَ : أَغْرَى بَيْنَهُمْ بِالأَهْوَاءِ الَّتِي حَدَثَتْ بَيْنَهُمْ، كَمَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ ؛ لِأَنَّ عَدَاوَةَ النَّصَارَى بَيْنَهُمْ، إِنَّمَا هِيَ بِاخْتِلاَفِهِمْ فِي قَوْلِهِمْ فِي الْمَسِيحِ، وَذَلِكَ أَهْوَاءٌ لاَ وَحْي مِنَ اللَّهِ.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنِيِّ بِالْهَاءِ وَالْمِيمِ اللَّتَيْنِ فِي قَوْلِهِ :﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ﴾ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : عُنِيَ بِذَلِكَ : الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فمَعْنَى الْكَلاَمِ عَلَى قَوْلِهِمْ وَتَأْوِيلِهِمْ : فَأَغْرَيْنَا بَيْنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، لِنِسْيَانِهِمْ حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
١١٦٥٩- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، وَقَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وقَالَ فِي النَّصَارَى أَيْضًا :﴿فَنَسُوا حَظًّا﴾ مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ أَغْرَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْيَهُودِ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
١١٦٦٠- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ :﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ قَالَ : هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. قَالَ ابْنُ زَيْدٍ : كَمَا تُغْرِي بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنَ الْبَهَائِمِ.
١١٦٦١- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ :﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ﴾ قَالَ : الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.
١١٦٦٢- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ.


الصفحة التالية
Icon