ورَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنهُ مَا :
١١٦٧٦- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ : كَانَتِ الْفَتْرَةُ بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا كَانَتْ سِتَّمِائَةِ سَنَةٍ، أَوْ مَا شَاءَ مِنْ ذَلِكَ، اللَّهُ أَعْلَمُ.
١١٦٧٧- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَصْحَابِهِ، قَوْلُهُ :﴿قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾ قَالَ : كَانَ بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى لِلَّهِ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً. قَالَ مَعْمَرٌ : قَالَ قَتَادَةُ : خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَسِتُّونَ سَنَةً.
وَقَالَ آخَرُونَ بِمَا :
١١٦٧٨- حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ الْفَضْلَ بْنَ خَالِدٍ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ : سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ :﴿عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾ قَالَ : كَانَتِ الْفَتْرَةُ بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ أَرْبَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَبِضْعًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً
وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ :﴿أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ﴾ أَنْ لاَ تَقُولُوا، وَكَيْ لاَ تَقُولُوا، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ :﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا﴾ بِمَعْنَى : أَنْ لاَ تَضِلُّوا، وَكَيْ لاَ تَضِلُّوا.
فَمَعْنَى الْكَلاَمِ : قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، كَيْ لاَ تَقُولُوا : مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ. يعَلِّمُهُمْ عَزَّ ذِكْرُهُ أَنَّهُ قَدْ قَطَعَ عُذْرَهُمْ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبْلَغَ إِلَيْهِمْ فِي الْحُجَّةِ. وَيَعْنِي بِالْبَشِيرِ : الْمُبَشِّرَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَآمَنَ بِهِ وَبِرَسُولِهِ وَعَمِلَ بِمَا آتَاهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِعَظِيمِ ثَوَابِهِ فِي آخِرَتِهِ، وَبِالنَّذِيرِ الْمُنْذِرَ مَنْ عَصَاهُ وَكَذَّبَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمِلَ بِغَيْرِ مَا أَتَاهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ بِمَا لاَ قِبَلَ لَهُ بِهِ مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ فِي مَعَادِهِ وَشَدِيدِ عَذَابِهِ فِي قِيَامَتِهِ.