ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ.
١١٦٩٩- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ قَالَ : الرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الدَّارُ وَالْخَادِمُ وَالزَّوْجَةُ.
١١٧٠٠- حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ الْمَنُّ وَالسَّلْوَى وَالْحَجَرُ وَالْغَمَامُ.
وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ : وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، خِطَابٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، حَيْثُ جَاءَ فِي سِيَاقِ قَوْلِهِ :﴿اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ وَمَعْطُوفًا عَلَيْهِ. وَلاَ دَلاَلَةَ فِي الْكَلاَمِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ :﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ مَصْرُوفٌ عَنْ خِطَابِ الَّذِينَ ابْتُدِئَ بِخِطَابِهِمْ فِي أَوَّلِ الآيَةِ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَأَنْ يَكُونَ خِطَابًا لَهُمْ أَوْلَى مِنْ أَنْ يُقَالَ : هُوَ مَصْرُوفٌ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ.
فَإِنْ ظَنَّ ظَانٌّ أَنَّ قَوْلَهُ :﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خِطَابًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، إِذْ كَانَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ قَدْ أُوتِيَتْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ نَبِيَّهَا عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ مُحَمَّدًا، مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، وَهُمْ مِنَ الْعَالَمِينَ ؛ فَقَدْ ظَنَّ غَيْرَ الصَّوَابِ، @