وَعَنَى بِقَوْلِهِ ﴿الْمُقَدَّسَةَ﴾ الْمُطَهَّرَةَ الْمُبَارَكَةَ. كَمَا :.
١١٧٠٨- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ :﴿الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ قَالَ : الْمُبَارَكَةُ.
١١٧٠٩- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِمِثْلِهِ.
وَأَوْلَى الأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ، أَنْ يُقَالَ : هِيَ الأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ، كَمَا قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لِأَنَّ الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بِأَنَّهَا أَرْضٌ دُونَ أَرْضٍ، لاَ تُدْرَكُ حَقِيقَةُ صِحَّتِهِ إِلاَّ بِالْخَبَرِ، وَلاَ خَبَرَ بِذَلِكَ يَجُوزُ قَطْعُ الشَّهَادَةِ بِهِ، غَيْرَ أَنَّهَا لَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَنْ تَكُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي بَيْنَ الْفُرَاتِ وَعَرِيشِ مِصْرَ لِإِجْمَاعِ جَمِيعِ أَهْلِ التَّأْوِيلِ وَالسِّيَرِ وَالْعُلَمَاءِ بِالأَخْبَارِ عَلَى ذَلِكَ.
وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ :﴿الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ الَّتِي أَثْبَتَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَنَّهَا لَكُمْ مَسَاكِنُ، وَمَنَازِلُ دُونَ الْجَبَابِرَةِ الَّتِي فِيهَا.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَكَيْفَ قَالَ :﴿الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا بِقَوْلِهِ :﴿فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ﴾ فَكَيْفَ يَكُونُ مُثْبَتًا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَنَّهَا مَسَاكِنُ لَهُمْ، وَمُحَرَّمًا عَلَيْهِمْ سُكْنَاهَا ؟
قِيلَ : إِنَّهَا كُتِبَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ دَارًا وَمَسَاكِنَ، وَقَدْ سَكَنُوهَا وَنَزَلُوهَا، وَصَارَتْ لَهُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ. وَإِنَّمَا قَالَ لَهُمْ مُوسَى :﴿ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ يَعْنِي بِهَا : كَتَبَهَا اللَّهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ الَّذِينَ أَمَرَهُمْ مُوسَى بِدُخُولِهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَعْنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ كَتَبَهَا لِلَّذِينَ أَمَرَهُمْ بِدُخُولِهَا بِأَعْيَانِهِمْ. @