وَرَأَيْنَا الْجَبَابِرَةَ بَنِي الْجَبَابِرَةِ، وَكُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ مِثْلَ الْجَرَادِ. فأَرْجَفَتِ الْجَمَاعَةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْبُكَاءِ. فبَكَى الشَّعْبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَوَسْوَسُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ، فَقَالُوا لَهُمَا : يَا لَيْتَنَا مِتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَلَيْتَنَا نَمُوتُ فِي هَذِهِ الْبَرِيَّةِ وَلَمْ يُدْخِلْنَا اللَّهُ هَذِهِ الأَرْضَ لَنَقَعَ فِي الْحَرْبِ، فَتَكُونَ نِسَاؤُنَا وَأَبْناؤُنَا وَأَثْقَالُنَا غَنِيمَةً، وَلَوْ كُنَّا قُعُودًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، كَانَ خَيْرًا لَنَا وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ : تَعَالَوْا نَجْعَلْ عَلَيْنَا رَأْسًا وَنَنْصَرِفْ إِلَى مِصْرَ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلِيهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ عَنِ الرَّجُلَيْنِ الصَّالِحَيْنِ مِنْ قَوْمِ مُوسَى : يُوشَعَ بْنِ نُونٍ، وَكَالِبَ بْنِ يوفنا، أَنَّهُمَا وَفَيَا لِمُوسَى بِمَا عَهِدَ إِلَيْهِمَا مِنْ تَرْكِ إِعْلاَمِ قَوْمِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَمَرَهُمْ بِدُخُولِ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ عَلَى الْجَبَابِرَةِ مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ، بِمَا رَأَيَا وَعَايَنَا مِنْ شِدَّةِ بَطْشِ الْجَبَابِرَةِ وَعِظَمِ خَلْقِهِمْ، وَوَصَفَهُمَا اللَّهُ بِأَنَّهُمَا مِمَّنْ يَخَافُ اللَّهَ وَيُرَاقِبُهُ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ؛ كَمَا :.
١١٧٢١- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، . ح، وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، . ح، وَحَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ :﴿رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا﴾ قَالَ : كِلاَبُ بْنُ يوفنا وَيُوشَعُ بْنُ نُونٍ.


الصفحة التالية
Icon