يَعْنِي بِقَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ﴿وَلاَ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾ وَلاَ تُحِلُّوا قَاصِدِينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ الْعَامِدِيَّةَ، تَقُولُ مِنْهُ : أَمَّمْتُ كَذَا : إِذَا قَصَدْتُهُ وَعَمَدْتُهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : يَمَمْتُهُ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :.

إِنِّي كَذَاكَ إِذَا مَا سَاءَنِي بَلَدٌ يَمَّمْتُ صَدْرَ بَعِيرِي غَيْرَهُ بَلَدَا
وَالْبَيْتُ الْحَرَامُ : بَيْتُ اللَّهِ الَّذِي بِمَكَّةَ.
وَقَدْ بَيَّنْتُ فِيمَا مَضَى لِمَ قِيلَ لَهُ الْحَرَامُ.
﴿يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ﴾ يَعْنِي : يَلْتَمِسُونَ أَرْبَاحًا فِي تِجَارَتِهِمْ مِنَ اللَّهِ ﴿وَرِضْوَانًا﴾ يَقُولُ : وَأَنْ يَرْضَى اللَّهُ عَنْهُمْ بِنُسُكِهِمْ.
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ رَبِيعَةَ يُقَالَ لَهُ الْحُطَمُ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
١١٠٢٢- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ : أَقْبَلَ الْحُطَمُ بْنُ هِنْدٍ الْبَكْرِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، حَتَّى أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدَهُ، وَخَلَّفَ خَيْلَهُ خَارِجَاً مِنَ الْمَدِينَةِ، فَدَعَاهُ فَقَالَ : إِلاَمَ تَدْعُو ؟ فَأَخْبَرَهُ، وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : يَدْخُلُ الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ رَبِيعَةَ، يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ شَيْطَانٍ فَلَمَّا أَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : انْظُرُوا لَعَلِّي أُسْلِمُ، وَلِي مَنْ أُشَاوِرُهُ. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ دَخَلَ بِوَجْهِ كَافِرٍ، وَخَرَجَ بِعَقِبِ غَادِرٍ فَمَرَّ بِسَرْحٍ مِنْ سَرْحِ الْمَدِينَةِ، فَسَاقَهُ، فَانْطَلَقَ بِهِ وَهُوَ يَرْتَجِزُ :.


الصفحة التالية
Icon